News Arabic Page
أكثر من 150 قائداً يجتمعون في الرياض خلال القمة التاسعة لرؤساء مجالس الإدارات في دول مجلس التعاون الخليجي
الرياض، المملكة العربية السعودية، 28 أكتوبر 2024: شهدت الدورة التاسعة من قمة رؤساء مجالس الإدارات في دول مجلس التعاون الخليجي التي أقيمت في مركز مؤتمرات كراون بلازا في الرياض، مشاركة أكثر من 150 من رؤساء مجالس الإدارات والقادة المؤثرين والخبراء في المنطقة لمناقشة التحديات والاتجاهات الرئيسية التي تشكل مستقبل الأعمال في دول مجلس التعاون الخليجي.
وتحت شعار "تحوّل دول مجلس التعاون الخليجي: قيادة التغيير"، تناولت القمة التحولات العالمية التي تشكل المسار الاقتصادي للمنطقة، بما في ذلك حوكمة الشركات، والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وأطر المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة. وأتاح الحدث منصة حيوية لتبادل الرؤى والمناهج المبتكرة لحوكمة الشركات في عصر التغيرات السريعة.
وأكد محمد الشروقي، رئيس مجلس الإدارة في معهد أعضاء مجالس الإدارات لدول مجلس التعاون الخليجي، على الفكرة في كلمته الافتتاحية قائلاً: "إن الحوكمة الفعّالة لا تتمحور حول الامتثال فحسب، بل تتعلق أيضًا باحتضان فرص جديدة للنمو المستدام. ومن جديد، تظهِر هذه القمة قوة القيادة التعاونية في معالجة التحديات التي تواجه مجالس إداراتنا اليوم. ولا نزال ملتزمين بتزويد قادة مجالس إداراتنا بالأدوات اللازمة لبناء أطر عمل قوية واغتنام الفرص الجديدة".
بدوره أكد مانع آل خمسان، الرئيس التنفيذي للأكاديمية المالية، على أهمية الابتكار والحوكمة القابلة للتكيف في تشكيل المستقبل الاقتصادي للمنطقة. وسلط الضوء على أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والشراكات الاستراتيجية أمر ضروري لتحسين القدرة التنافسية العالمية وضمان التنمية المستدامة. كما أكد على التزام الأكاديمية بتعزيز فعالية مجالس الإدارات وإعداد الجيل القادم من القادة.
وتضمّن الحدث جلسات تفاعلية عديدة، منها جلسة نقاشية حول حوكمة الشركات في عصر التغيير غير المسبوق، حيث استكشف المشاركون استراتيجيات بناء أطر حوكمة مرنة؛ ومحاكاة الأمن السيبراني بواسطة PwC Middle East، والتي قدمت عرضًا مباشرًا لأبرز تكتيكات الأمن السيبراني لحماية أنظمة الشركات؛ وعرضًا تقديميًا ودردشة جانبية حول الاتجاهات الجيوسياسية، مع التركيز على آثار الصراعات العالمية والنزاعات التجارية؛ وعرضًا تقديميًا حول التسونامي الرقمي بواسطة ديفيد بيتي، والذي تناول دمج الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في تشكيل ممارسات مجلس الإدارة للمستقبل.
وقال الأستاذ الفخري ديفيد بيتي من جامعة تورنتو: "عالم الأعمال والتكنولوجيا الرقمية وحجم ونطاق وسرعة التغير التحوّلي غير مسبوق في تاريخ البشرية. أولاً، كمية الابتكارات في أمريكا والصين والهند مذهلة ولكنها غير مرئية عمومًا. ولا يمكنك فهم نطاق الابتكار من قراءة المجلات لأنه ببساطة غير مذكور فيها؛ فأخبار الشركات المدرجة في البورصة هي المتاحة فقط على نطاق واسع.
ثانيًا، سرعة تبنّي هذه الابتكارات لا تصدّق. إذ تشير التقديرات إلى أن ChatGPT وصل إلى 100 مليون مستخدم في غضون شهرين من ظهوره. لذا، فإن العالم الذي نعيش فيه يتغير بشكل كبير في كل لحظة من كل يوم تقريبًا بفعل هذا الابتكار أو ذاك. وتقدّر شركة غوغل أن بعض أدواتها التكنولوجية تتحسّن بنسبة 100٪ كل 3 أشهر ونصف. ومع هذه الوتيرة الاستثنائية للتغير الإبداعي، فإن الشركات التي لا تسلك هذا الطريق على الفور ستواجه الفناء في الأمد القريب جدًا. لذا، عليك البدء سواء كنت مراقبًا أو مسؤولاً تنفيذيًا أو مديرًا. ابدأ اليوم".
وقال فيناي تشاندران، الشريك في QuantumBlack للذكاء الاصطناعي التابعة لـ McKinsey & Company: "كانت المحادثات في القمة عميقة وموجهة نحو العمل وسعدت بالمساهمة في أجندة هذا التجمع المحوري. ويعد الذكاء الاصطناعي من أهم الموضوعات الراهنة، لذلك عملنا بشكل وثيق مع معهد أعضاء مجالس الإدارات لدول مجلس التعاون الخليجي للبحث في الموضوع وسننشر تقريرًا شاملاً عن حالة الذكاء الاصطناعي في دول مجلس التعاون الخليجي، في مطلع شهر نوفمبر. وقد كانت البيانات الشاملة التي قدمها زملاؤنا في المعهد ودعمهم الثابت عاملاً أساسياً في إنشاء هذا التقرير، مما سمح لنا بتقديم صورة مفصلة ودقيقة لتأثير الذكاء الاصطناعي وإمكاناته المستقبلية في دول مجلس التعاون الخليجي. ونحن نثمن عاليًا شراكتنا طويلة الأمد مع معهد أعضاء مجالس الإدارات في دول مجلس التعاون الخليجي ونرى أنها تتيح رؤى وفرصًا فريدة لتعزيز حوكمة الشركات والابتكار في المنطقة".
واختتمت القمة بدعوة الشركات في دول مجلس التعاون الخليجي إلى تبني نماذج الحوكمة التكيفية، والاستفادة من التقدم التكنولوجي، ودمج مبادئ المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة لتحسين القدرة التنافسية والمرونة.